الخميس، سبتمبر 09، 2010

شلعتوا قلبنا.. مثل ماشلعتوا نخلتنا ودستوا كرامة بلدنا..

شريعتنا تحث على أن.. لو كانت بيدك فسيلة اغرسها.. حتى لو كنت مذهولا بيوم المشهد العظيم.. يوم القيامة.. فالإعمارهو سر الدنيا وإفشاؤه مطلوب.. حتى لو هي فانيه.. فالبناء الحق شكلا ومضمونا إحياء للقلوب.. وتثبيت لمقاصد الإنسانية.. وإسناد للحمية الوطنية.. وتعزيز للولاء.
نحن المواطنين بنينا بيوتنا وزرعنا (احوشتنا) وزينا أرصفتنا.. وأنشأنا شركاتنا المساهمة.. وبنوكنا..والمساجد.. ومدارسنا الخصوصية ومجمعات أسواقنا والمبرات .. ومطاعمنا والمستشفيات الخاصة.. وبعض العامة والكثير من أجنحتها وأجهزتها ..والأوتيلات والشاليهات والجواخير ومراسي اليخوت والإسطبلات وغيرها وغيرها.. فعملنا بهذه الجزئية بما يثبت إيماننا بوجوب استمرارية العيش بوطننا.
فهل نفذت حكومتنا.. وشرع وراقب مجلسنا هذا الأمر (الإعمار) شكلا ومضمونا كما ينبغي؟!! الجواب: طبعا لأ.
أصلا أعضاء المجلسين.. والمستشارين المتكدسين بالدواوين الرسمية وكبار المسئولين.. والموكلون بإدارة شئون الناس..أغلبهم بالأساس يرفضون فكرة المعنى العام الشرعي المشرف للاستقرار.. وإذا جئنا للتفاصيل.. فهم لايعرفون كوعهم من بوعهم (إلا إذا كان البنيان خاص بهم..لهم وحدهم .. هنا تظهر الدقة والفخامة بقصورهم وشركاتهم وبيوتهم ومنتجعاتهم في الداخل والخارج.... تتحول عندها فهاميتهم من كالذي يحمل الأسفار.. إلى علم أشطر الشطار والتصميم الهندسي الفائق كعبقرية (سنمار)!!.
ليش من نجيب طاري المنشآت الضرورية والجمالية التي يحتاجها المواطنين.. تنقلب خريطة راس المسئول؟ فيسطع الجهل المنير بعينيه.. ويتخبط الزفير والشهيق برئتيه ..ويتخربط التعبير بألفاظه وتغل يديه.. وتنلاص أذنيه..سبحان الله!!.
لماذا نحن دونا عن العالم مقادير صبة الأساس لمنشآت ديرتنا طلاسم ؟! غير معلومة..ولا مفهومة.. عجيب !! والأعجب.. كيف ولماذا أشرقت للتو شمس المعرفة بالمتطلبات الملحة التي بح صوتنا ونحن ننادي بها ؟! وماهذه الشرباكة المفضوحة الأضحوكة لكيفية تمويلها ؟ بشراكة أم بصك؟ بصناديق مصكوكة أو مفكوكة أو من كذا بنك!! ماهذه الحيرة المعقدة والضنك ؟!!
يعني دوله عمرها مئات السنين بدأت الآن فقط تهذر وتعلج بخطة تنمية تؤسس بها بنية تحتية..وترتب فوقية متهالكة متداعية ؟!!.
من حقنا أن نعرف مالذي كانت تفعله الحكومات (الرشيدة) علي مدار السنوات المتوالية؟!!.وأين أقلام المجلس الأعلى للتخطيط ..هل كان يرسم بها خطط شخابيط؟! ومحاضر اللجان التي يقال أنها اجتمعت لتهيئة الخرائط وكروكيات الأسقف والعمدان.. هل لفظتها لجان أخرى أولفزتها تحت غبار أدراج النسيان.. أم ألقتها للعالم السفلي عند الجان؟!!.
ولكي نتوازن نفسيا ..ولكي نصدق ونثق بتحركات الحاضرلإستشراف المستقبل.. نريد أن نفهم..ماهي نتائج الكلام الذي كان يدور بالاجتماعات الحكومية المتعددة طوال عشرات الأعوام.. هل كانت مداولات جدية تناقش بضمائر حية مستوى الوضع العام لتحسينه؟.. أم لعلها كانت جلسات سوالف وتفسير أحلام يقظة ومنامية..أولقاءات اجتماعية لترتيب الرحلات الإستجمامية التى تسمى علاقات ثنائية؟!!.
ولكي لايصل زهدنا لأبعد من خط النهاية.. ما الذي استفدناه من دورات الانعقاد المتتالية للبرلمان.. هل كانت ومازالت غايتها تلهينا .. أم تدورفينا كأم الحصن دارت؟ أم مجرد منازعات صورية لتكديرنا ولشق ثوب مجتمعنا وتعرية الجهل الفاضح لأغلب القائمين.. ولتصفية حسابات بين الطرفين؟!!.
إن صدورنا امتلأت بالغصة والشك ..فلم يعد بها ركن يقبل الوعود المضروبة لإنجاز الخطة التنموية!!.

ولهذا أيضا لم تعد تخيل علينا المؤتمرات الصحفية المبتهجة.. و ميكروفوناتها الملتصقة ببلاعيم مسئولون.. يعلنون بفرحة غامرة عن سرعة دورة عجلات الخطة التى كانت مختفية.. مخفية.. امخفرة من قبل جهلة .. بطيئين.. تقليديين عطلوها عمرا طويلا!!..وبعد أن أطلق سراحها.. زينتها يد خبيرة بماكياج محلي وعالمي فاخر يليق بها..وأعلنوا أن مصاريف استكمال بهاءها ثمنه فقط 37 مليار!!.
فانتعشت بعد أن كانت نائمة دهرا.. تثاءبت وصحصحت.. تغدت وتعشت وتنرفشت.. وصوروها بلباس الجمال والكمال.. من رجلها للقمة ثم أظهروا الفاتنة على شرفة الساحة..زووم..واااووو..صرخ شوق القلب المغروم والمحروم..!!.
واجتمع (الإيليت) ولعابهم يسيل بانتظار توزيع الكراسي التنموية !!..ودارت الأسطوانة الذهبية.. تبشر بلحنها الخالد وتردد الأسماء المتينه (أكالة بيزات الخزينة السمينة) وحبست الأنفاس اللاهثه .. لحد يتكلم.. ولايطالع شماله ولا يلتفت عن يمينه!! وفجأة ظهرت النتيجة.. فتراكضت الشوارب واللحي بكل موديلات قصاتها لتتمسح بها وتنال رضاها.. ثم اختفت واختفوا معها بمكان آمن..وبدأ المزاد..ودارت رحى تقسيم.. وتسليم.. واستلام غلة الأرض وبقية مقدرات البلاد..نحن نسمع صوت الطحن في بعض الأحيان.. وأحيانا كثيرة يصخ .. بس لاندري كيف يعمينا غباره !!.
نحن حيارى.. هل صحيح مايردنا من بعض أخباره؟ وعجيب أسراره التي أنفضحت!! أم هي إشاعات ومبالغات مقولة بجم أقول؟ يرد بعدها المسئول.. لاتقول.. أنا أقول .. يرد الواصل والموصول ..لأ ماتقول !! ويتعرمش الكل الكتف غير المأكول !!..ثم يعود الطحن على شكل أسئلة وردود..يعقبه تهديد يهدأ بوعود.. وتوزيع مناقصات وشيكات..وهكذا دواليك.. تحاك الخطة.. دور بإيجار المنافع ودور بالتمليك ؟!!.
ونحن المواطنين المتفرجين..نستعجب ونستغرب ونردد.. حسبي الله ونعم الوكيل.
أيها المسئولون.. هناك بووون شاسع بين مفهومنا للتنمية ومفهومكم.. أنتم تنظرون لها كعقود وتوزيع فائق السرعة للنقود.. ومصالح منتفخة..وتوقيع مقدمات ومأخرات مفرخة..تلد وتبيض!!..
أما نحن المحبين لوطننا فقد لاعت جبودنا..وطاب خاطرنا منكم ومن تناوشكم وتهويشكم وتهاوشكم ومن استعباطكم لفكرنا.
إن بريق تحركاتكم لاتعمي عيوننا عن الخطر الداهم على الحدود البرية والبحرية..ولا التركيبة المفخخة السكانية..ولا الاختناقات المرورية المتزايدة التي تعلن بكل لفة ويل سيارة .. إن الأمور خرجت عن السيطرة.. وبعدين اشبتنمون؟ متشوفون؟ ماتعون؟ ماتحسون بهالضيم المتركز؟ تنطلقون بشكل متحفز بمقدمات.. واحنا نعيش بنتائج وخيمة دهورتنا..وتبقورنا منها.. وثولتنا؟!!.
اشلون تفرش أثاث جديد وانت دارك امجرجفه؟!! خمها ..غسلها.. طهرها .. مناطق كاملة يمتلك إدارتها بنغال مجرمين عزوبية الداخل فيها مقرود مفقود.. شركات مخالفة الكل يدري عنها..والقانون لايتجرأ ويدني يمها .. أين صاحب إل 17000 دجاجة فاسدة ؟ أين صاحب إل 65طن لحم فاسد؟!!.
يعثر المفتشين الأبطال على مخازن شركة ليست الأولى يتم فيها تزوير تواريخ الصلاحية للحوم لاتصلح أن يأكلها البني آدميين.. يتم تقطيعها ستيكات وتتبيلها لتباع بالمحلات!! .. ولا قناة تلفزيونية ولاجريدة يومية تجرؤ على نشر اسم وصورة مالكها ولاحتى صورة صبيانه!!! شنو هالخوف من الغشاشين المجرمين؟ شنو هالجبن المخجل للمسئولين ؟!!
إنتوا بالأول كرفوا هالزبالة.. وسفروا الحثالة.. وابعدوا اللي احتل ديرتنا وعدها من ضمن حلاله.. وعشش وتبستن أهو وعياله.
حرروا وطنا عطوه استقلاله.. شلعتوا قلبنا عسى الله يشلع قلب الظالم العنيد ولاينال طول عمره مناله.