الثلاثاء، فبراير 15، 2011

خسرتونا للأبد..!! (1)


قال لي : " من زماااان .. نسينا من متى .. ونحن نعيش الإضطراب بجميع أنواعه .. فالدنيا أصبحت غير الدنيا .. دهر يحيا فيه الأكثريه بشكل غير طبيعى .. كأنهم غربى بين أغراب .. زمن انتشر فيه الخبث الردي داخل البيوت وخارج الأبواب .. وكثرت النفوس ذات الشر المؤذى التى تعتبر التعدي الغبى ذكاء .. والرياء شطاره .. والاستغفال مهاره .. والتلون دهاء .. واللعانه بطوله والخيانه أمانه !!..

الكثير من الناس يعتقدون أنهم يتميزون بشخصيه متفرده فذه .. وعليه من حقها بسم هذا الوهم المتكبر ممارسة الغلط والإسقاط والتعدى .. فتستقوي بالباطل عندما تنقض العهود وتقطع بتشفي حبل الوعود الممدود .. تهدم المواثيق وتمزقها وتدعى الإصلاح .. والخديعه والخطيئه عندها عمل بناء مباح يجب أن لا تسفر عنه إدانه .. لابالصياح ولا بالاستنكار ولا حتى بالصدود !!..

تخيل !!.. ويجب على المتضرر أن يستغفر باستمرار عن خطيئته لأنه استشعر الغبن والمرار.. وعليه أن يغفر للآثم نحره الفاضح للحقيقة .. ويتجاوز عن قهره .. ويبدي ندمه .. ويحث الخطى لاسترضائه بكل طريقه!!.. وعليه أن يكتب اقرار.. بأن من يعتدى ويسارع بشكوى معلنه بوسائل الإعلام .. يستحق الإعجاب .. ويعد فعله من مكارم الأخلاق ولابد من تحيته وإعلاء شانه !!..

كيف يكون التلفظ الجارح هو الرفق ومن متطلبات العتاب .. وتصيد الأخطاء الصغيرة نصر وفضحها ميانه ؟!!..
كيف يكون الغدر منطق وفخر .. والحجه بهذا العصر.. وله أعلى مكانه ؟!!.

كيف يكون الصدق عنوانه لسان الكذاب ؟!! ..

إن مشاعر الإنسان المهتم بالإجادة تضررت بشكل بالغ يعجز الوصف عن بيانه .. فلم يعد ينعم بالثقه والافتخار.. وضاقت عليه الأرض بما رحبت .. وانطفأت بعينه أنوار الديره والدار.. وبالطبع لم يجن من فساد غالبية النفوس وانتهازيتها راحة .. ولا أنس .. ولااستقرار.

وبالإضافة لكونه يحيا بهذا الضغط النفسي المتواصل وحزنه على القيمه الثمينه للعطاء الذى استهتر به من لم يقرأ مشاهد الدنيا .. وحذف صفحات الدفاتر باستعلاء!!.
ساهمت الأحداث العظيمه السياسيه.. والثورات الشعبيه المتتاليه .. والصخب الإعلامى المربك بين هزيمة ورفع رايات الانتصار .. ساهمت بتكريس التعب المرهق بمنتهى الاقتدار" !!.

قلت :"هل عندك ما تضيفه لهذه الحزمه الأليمه من الخواطر الحزينه والأفكار "؟..

قال :" نعم .. إن (أشكال) علاقاتنا الشخصيه تشبه كثيرا (إشكال) حياتنا العامه .. إننا مع الأسف نتخاطب بمعظم الأحيان بأسلوب غث .. ونسير متلحفين بثوب موديله رث .. مغزول بخيوط واهيه .. قام بنسجه خياط احدى يديه لاهيه .. وواحده من عيونه مغمضه والأخرى ساهيه !!.

إن من هو موكل بإدارة شئوننا يكره ويتضايق ويمقت ولايواطن أن يثير إعجابنا.. ويتعمد ويتقصد ويصر ويتلذذ بالإهمال بإدارة دولتنا .

إن الوعد بالعطايا وبعض التغييرات التى أقرت مؤخرا مع الشكر..لاتمحى ما شاب وجه ديرتنا من شخبطه.. ولاتنتشل من أعماقها الخربطه .. ولاترتب بكل الأحوال الكم الهائل من الضيم الداثر واللخبطه !! ..

إن الكويت بفضل المسئولين عنا وعنها تخلو من الابتكار والجمال .. فلم ننبهر مره .. ولامره شهقنا بفرحه على انجاز به إعجاز.. مشتهيين نشهق .. وعلى أي حال لانذكر منذ كنا أطفال أننا أفقنا يوما على إشراق اكتمال مشروع عظيم !!.

إنه احساس مهين أن نتقبل بلادة القائمين على تعديل وتجميل الأوضاع .. إن حضراتهم يعتمدون على مهارتنا باصطناع الآمال .. والتأمل .. والتصبر.. وتصور المستقبل بطولة بال !!.
لقد سئمنا من سراب الخيال .. وأصبح يثير تقززنا الحماس البطال والعبث الطفولى .. مللنا من سماع ترديد نفس الموال بالإصلاح الذى يعتقد أصحابه أنه بطولى .
ولم نعد نطيق بتاتا بتاتا الطرح الملتوي الطويل محدود السرعه حتى لو كان بنهايته منفعه .. ولاانتظار حمولة السفن التى تبحر بدفع الريح للأشرعه .. وغيرنا بلادهم ترفرف باللآيونات .. وترقص نوافيرها على عزف الألكترونات .. وتعالج طقسها بالذره !!..

إننا نصرخ منذ وعينا من القهر والحره .. ولكن مانفع الصوت عندما يفوت الفوت ؟!!.. فغاز الأحمدي مازال يتسرب حامل الموت ونحن لانملك الأقنعة .. وبالوعة مشرف المبدعه ماتزال تنفخ خيستها .. وريحتها العطره تسود الوجوه المترفعه للحكومه وللنواب ولحفظة الدستور ومن يدور بفلكهم .. إنهم يتغاضون عامدين عن حق المواطن باستنشاق الهواء النقي .

إن ترتيب الأوضاع المعيشيه اليوميه .. وتصحيح الحركه المروريه .. وتسوير شفير الهاويه الذى سنتسلفط فيه نحن المواطنين من تزاحم الجنسيات الأجنبيه.. وحفظ الأمن والأمان من الشرر المستطير.. وتصليح الأبدان الموجوعه وجعلها صحيه .. هذه الأوضاع بتفاصيلها وغيرها الكثير الكثير لن تستعدل .. ولن تشفى بالتنظير واجتماعات الهذره ورسم الخطط والتسطير .. وانشاء لجان تنضم لآلاف اللجان الحاليه!!.

إن بلوة الناس العظمى تكمن بعدم ( إحساس ) المسئول (وزير نائب وكيل مستشار مراقب)..وبأنه لايخجل من تفننه بالتقصير.. !!.

كيف يستمر بالتواجد كفرد مسئول بالشأن العام وهو خالى الوفاض من الموهبه والشهامة وسرعة الخاطر والشجاعة .. إن المصيبه أن من يعتمد عليه خصوصا بهذه الأيام العصيبه .. لايعترف حتى بقلبه أنه لا يلم ولايهتم بالتفاصيل.. التى هي سبيل الإتقان .
( التفاصييييل ) هي السمه المهمه وعنوان لجودة العمل بكل زمان ومكان..
إن مصيرنا بيد من لايملك الحد الأدنى من الحنكه والتدبير.. إن المسئولين لايستشعرون الأخطارالمحدقه .. ويدعون بكل ثقه أن ليس لها تأثير علينا .. ونحن نرى ألف دليل ودليل وبالتحديد "!!.

قلت :"هل تريد أن تضيف المزيد "؟!!.

قال :"طبعا .. إننى مازلت بالبدايه "!!.
قلت:" كلى آذان صاغيه .. فما رأيك نكمل المره اليايه"؟

رد بضحكه عاليه : "موافق موافق"..