الأربعاء، مارس 02، 2011

الريموت كنترول ..هو البطانه الصالحه !!


من مئات السنين .. والأئمه والدعاة المسلمين .. يلهجون بالدعاء .. ويطلبون من رب العالمين أن يوفق الملوك والسلاطين .. ويرددون ..
" اللهم ارزقهم بالبطانة الصالحه" .. فيؤمن من ورائهم المصلين .. آآآميييين .. ومازالوا كذلك .. لم يغيروا صيغة دعائهم .. فهم على العهد باقين !!.

من قديم الزمان .. وفي سابق العصر والأوان .. كان ديوان الحكام بمعزل عن غالبية الرعيه .. يسكنون القلاع والقصور ذات الأسوار العاليه .. وحتى لو كانوا يقطنون بأبسط من ذلك .. وديوانهم سهلة إليه المسالك .. فإنهم يتلقون الأخبار الخارجيه عن طريق وزراؤهم ورسلهم والولاة .. فهؤلاء يمثلون الوسيلة الوحيده لمعرفة طيب الأحوال أوالمهالك .. فهم الوسيط .. ونقلهم لها عباره عن تغطيه إعلاميه بمجهودات شخصيه .. تتحكم بصدقها أو بتلفيقها الأهواء!!.

لهذا كانت الألسنه لاتكف عن الدعاء السابق خوفا من التعتيم الذى يصيبها بالضرر !!.

ولكن الآن .. وبالذات في هذا العصر .. مالداعي للاعتماد الكلي على رؤية ( البطانه ).. وثوب المعرفه الإعلاميه بتفصيلاته العاليه
(Haute Couture) يتحدى (بشفافيته) سوق البطاطين بأكمله ؟!!!.

لماذا يكون الرأي حكرا على البطانه .. إذا كان الحاكم بإمكانه وهو جالس على قنفته أمام التلفزيون .. وبحضنه اللاب توب .. وبيده إل I.PHONE .. والريموت بين أصابعه يفرفره .. وعندما يحرك الماوس .. يتسابق الصوت والضوء لمكانه ليخبره.. عما يجرى وما كان .. فيرى بعينه ويسمع بأذنه .. دمعة وحزن .. وصرخة وضحكة وهمسة أبعد إنسان !!.

فكل إشعاع كفيل باطلاعه .. على أحوال العالم بعمقه واتساعه .. وبالداخل على نتاج عمل ذراعه (وزرائه ورفاقه) .. وتأثير فعلهم على المواطن .. سواء بحسن أو سوء أوضاعه .

فبرامج (التوك شوو) .. لها التأثير والفضل بالمعاونه .. كشافاتها تنير الظلام .. وتتحدث بتعبير بليغ واضح البيان .. يخترق الحيطان .. فيدخل العلم على الحاكم المهتم بلا استئذان .. فورا .. عاريا.. لا يتلحف بلباس .. وافيا خاليا من الزيف والالتباس .. لايزينه ولا يشوهه الأعوان .. ولا يمنعه حاجب على الباب .. يفتش الثياب .. بنظرة فوقيه وبارتياب!!.

فالبتوْ واللحظه تحصل عند الرئيس اليقظه .. فيحسب ويقيس .. وبأقصر طريق يتم تحقيق المراد .. ويتهيأ له التدقيق .. بنفسه .. على أحوال العباد .. وبمقتضاه .. له أن يأمر بما يراه .. بحسب اقتناعه .. بعدما يشكر مولاه على وجود الموالاة .. ويسارع خوفا من الله بإنهاء الويل .. وذلك بتغيير ومعاقبة التييم اللصيق اللئيم .. الذى تعمد التعتيم على معاناة المواطن وسبب أوجاعه .

إن كرم الوسائل الإعلاميه بأفلامها الوثائقيه غير محدود .. ومشهود لها بإجادة التفهيم وبتجديد .. لدروس التاريخ القريب والبعيد .
فهي تحذر بلا مواربه ولا تدليس .. من وسوسة إبليس .. للراعي ودفعه للاستخفاف بالأمور الهامه .. وبعدم تقريب المهتمين والإنصات لهم وإنصاف النافعين .. لحد يصل للمبالغه باستلطاف وتمكين المستغلين .. الذين يضحون بالمصلحه العامه .. ويقدمونها كقرابين لمصالحهم الشخصيه!!.

فالمكابره والاستهتار بما فات .. والتغافل عما يحاك من مؤامرات المقربين .. أمر عظيم .. من نتائجه المدمره سقوط وخيم لعروش عامره .. كما حدث للأباطرة والقياصره .. الذين ندموا بعدها من عدم المشاوره مع المخلصين .. وتركهم الصداره لطغمة الشياطين الماكره من أمثال راسبوتين !!.

فلا يدعى الجهل قواد الثورات الطغاة .. كالقذافي وزين العابدين .. الذى قال " الآن .. فقط .. عرفت ماذا يريد الشعب"!!. أين بطانته الصالحين أوحتى الطالحين ؟ أين المستشارين ؟!!..

فعلى الباقين أن يستوعبوا الدرس الحاضر الفاضح !!.. الذى لم يعد يحتاج لعقل فطين .. فهو واااضح .

إن العلم يخدم الحاكم ليس فقط كمرئي ومسموع .. بل دنا للتجسد .. فغدا محسوس .. كأنه مدسوس بين الضلوع !!.

فالمسئوليه الملقاة على عاتقه .. تحتم عليه متابعة الأحوال المعيشيه للرعيه بأرقى الطرق العلميه .. لأنه يعرف تماما كيفية استخدامها ببراعه بساعات استمتاعه !!..
إنه بمساعدة البطانه يطوع تقنيتها.. فيجوب بصحبة رفاقه برحلات جويه .. فيحاكى الأجرام السماويه .. والنجوم المتلئلئه بالأكوان .. بدون طائره ولا طاقم طيران!!.

وباستطاعته بعطلته وبوقت فراغه .. وهو مستلقي على فراشه .. أن يدخل عبر الشاشه لغيران الزواحف البريه .. ويشهد ولادة الحيتان بالأعماق البحريه .. ولا تتعفر بهذه الرحلات الترابيه ثيابه .. ولاتتبلل بالمياه رياشه !!.. وأن يفرح ويعبر عن اندهاشه .. فيحصي بمتعه عدد رفرفة وألوان جناح الفراشه !!..
ويكاد يحس برخاوة دودة القز .. فيتحسس الملمس الناعم لخيوط حريرها بطيات قماشه !!.. ويشعر لآخر مدى بالندى الرطب على ريش الوز .. عندما ينتفض ببحيرته ويهتز فيشاركه انتعاشه !!.

وإذا اشتاق للآفاق .. يحلق مع النسور بقمم الجبال .. وإذا جال بعالم هذه الأمم .. سيشهد لقطة انقضاض الصقور على طرائدها .. ولهفة صغار الطيور بأعشاشها .. ويحصي البيض المدفون بأوكارها !!.

ولن يشغله أحد وهو يطلع على اكتشافات الطب وآخرعلاجه .. أو نقاشات أساطين القانون والخبراء بالدستور .
أو لعله يفضل النفاهه !!.. فيتخيل نفسه بين الحضور لحفلة طرب .. طق ورقص على جاز أو دنابك وطبول .. فيندمج بالتفاهه حسب الأصول !!.. مع مغنيات كاسيات عاريات أصواتها نشاز كاشفات للصدور !!.

إن ماسبق من كلام .. ليس أمرا بعيد عن الواقع .. ليس شطحات خيال .. ولا هو ترهات .. أو أوهام .. إنه ببساطه تأكيد قوة تأثير الإعلاااام الجديد .. وقدرته على التجسيد .. الذي يقرب كل بعيد ويحقق الأحلام !!.

نعيد ونزيد .. بإمكان السلطان التواق للحقيقه .. أن يدركها.. وبسهوله.. فاعتماده لحفظ بلاده .. تستوجب دقة اختياره لفريقه .. فكيف يستند على بطانه نشاطها عنوان للبلاده ؟!!.. مياله كالعاده للمركز وبريقه .. وبعضها حثاله .. تخدعه بحله وترحاله .. هدفها التشويش بكل دقيقه ..على مراكز استقباله!!.

مالجدوى من هذه الطغمه النهمه ؟!!.. المعروفه للكل .. الكذوبه .. التى حتى قسمها لايمكن للعاقل تصديقه .. ومع هذا يصر على دوام فريقه ويأبى استبداله .. فتسقطه هذه المجموعه .. بعدما رمى على كاهلها أحماله .. بنيرانها الصديقه !!..

ورأينا كلنا .. وسمعنا بأذننا .. مباشرة .. دوي هذا السقوط بالدول الشقيقه !!..

إن وسوسة الشيطان .. تخيل للحكام استحالة الإستغناء عن بطانة أدعياء الذكاء .. كيف يستمرون باستمراء التجاهل !! وهم المتمكنين باقتدار .. والواعين لطريقة تغيير الأزرار!!..

إن الوقت لن ينتظرهم .. فحسب رغبتهم .. لهم أن يتباطؤا أو يسارعوا لاستبدال القنوات .. لإنتقاء الأفضل وليصلحوا مافات .. ويقصروا المسافات بينهم وبين شعوبهم.. لهم أن ينتبهوا باهتمام .. أو يغفلوا ويدخلوا بسبات .. ويتركوا عيونهم تنام .. حتى تفزع على صراخ الثوار!!.

فالسلطان بمزاجه .. وحسبما يرى ما تدعوا إليه الحاجه .. مطلق الحريه أن يختار!!.

فمالذى ستفعله البطانه وتقوله وتنقله .. والإعلام بوسائله ..
و( بفيس بكه وتويتره ) يغرد بأعذب أو أسوأ الألحان !!.

لايستطيع ولاة الأمر أن يدعوا الجهل بأحوال الأوطان .. ولن تقبل الشعوب الإعتذار بعد فوات الأوان .

إن استشعار الغليان لايحتاج أن تتحسسه أصابع بطانه مخدره .. ذات دم خاثر وعصب خائر .. لايخجل من عجزه المتراكم !!.. ولكنه يحتاج ( لفطانه ولذهانه ) مستبصره .. ظاهره ومستتره للحاكم .. وشاحن حاضر .. وبطاريه للريموت كنترول .. فاعله قويه شد ابلاده .. لكي لا (تخنس)!!.
وإلا .. سيمسى عليه النهار خارج بلاده .. بلا مؤنس .. وتظلم عليه الدنيا .. وتصبح خرررمسسس !!.